تحميل كتاب يوميات نائب في الأرياف PDF
تحميل الكتاب

تحميل كتاب يوميات نائب في الأرياف PDF

5.0 (3 تقييم)

4

تحميل

39

قراءة

156

صفحة

3.69 MB

حجم الملف

1937

سنة النشر

نبذة عن الكتاب

تعد رواية يوميات نائب في الأرياف للكاتب المصري الكبير توفيق الحكيم واحدة من أهم كلاسيكيات الأدب العربي الواقعي التي صدرت عام 1937 وهي عمل أدبي فريد يمزج بين السيرة الذاتية والرواية الفنية حيث ينقل الكاتب تجربته الحقيقية كوكيل للنيابة في ريف مصر خلال فترة الثلاثينيات ويسلط الكتاب الضوء بأسلوب ساخر وعميق على الفجوة الهائلة بين القوانين الوضعية المستوردة وبين واقع الفلاحين البسطاء وعاداتهم وتقاليدهم مما يجعله وثيقة اجتماعية وتاريخية هامة تكشف عن مشكلات النظام القضائي والبيروقراطية في تلك الحقبة ويعتبر الكتاب من أكثر الأعمال تحميلا وبحثا نظرا لأسلوبه السلس وقدرته على تشريح النفس البشرية والمجتمع المصري ببراعة.

ملخص الكتاب

تبدأ أحداث الرواية بسرد يوميات وكيل النيابة الشاب الذي تم تعيينه في إحدى قرى الدلتا المصرية في فترة الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث ينقل لنا الكاتب منذ اللحظات الأولى حجم الهوة السحيقة التي تفصل بين عالمين مختلفين تماماً، عالم القوانين الوضعية المستوردة من أوروبا وتحديداً من فرنسا، وعالم الفلاحين المصريين البسطاء الذين يعيشون حياتهم وفق تقاليد متوارثة وظروف معيشية قاسية يغلفها الجهل والفقر والمرض. يفتتح السارد يومياته بوصف مرهق لعمله اليومي الروتيني، حيث يغرق في سيل من المحاضر والشكاوى التافهة التي تعكس بؤس الحياة الريفية، بدءاً من سرقات المواشي والنزاعات على الحدود الزراعية، وصولاً إلى المشاجرات البسيطة التي تتحول في أوراق الحكومة إلى جنايات وجنح تستوجب التحقيق، ويظهر وكيل النيابة كشخص غريب عن البيئة التي يعمل بها، يحاول تطبيق نصوص قانونية جامدة على أناس لا يفهمون لغتها ولا منطقها، مما يخلق مفارقات كوميدية سوداء ومواقف مأساوية في آن واحد.

تتصاعد الأحداث وتتشابك خيوط الرواية عندما تقع الجريمة المحورية، وهي إصابة الفلاحة الحسناء "ريم" بطلق ناري مجهول المصدر، وريم ليست مجرد ضحية عادية بل هي رمز للجمال والبراءة في هذا الوسط الخشن، والمثير للدهشة هو صمت ريم المطبق ورفضها الإفصاح عن هوية الجاني رغم أنها كانت واعية في لحظاتها الأخيرة، وهذا الصمت يفتح الباب أمام تكهنات عديدة ويضع وكيل النيابة في حيرة شديدة، إذ يجد نفسه يطار أشباحاً في قضية يرفض أطرافها التعاون مع العدالة الرسمية لأنهم يؤمنون بنوع آخر من العدالة، إما عدالة الثأر أو عدالة الستر، ومن خلال التحقيق في هذه القضية نغوص في تفاصيل المجتمع الريفي، فنلتقي بشخصية المأمور، وهو رجل أمن ذو خبرة ولكنه يؤمن بأن الحقيقة ليست هي الهدف، بل الهدف هو "استيفاء الأوراق" وإغلاق القضايا بشكل يرضي الرؤساء في العاصمة، فالمأمور يمثل السلطة التنفيذية التي كيفت نفسها مع الواقع بالتلفيق تارة وبالتراضي تارة أخرى، بعيداً عن مثاليات القانون.

يأخذنا توفيق الحكيم في جولة داخل أروقة المحاكم الريفية، حيث يصور لنا مشهد القاضي القادم من المدينة، والذي ينظر إلى القضايا بملل وضجر، مستعجلاً إصدار الأحكام ليلحق بقطار العودة إلى القاهرة، فتصدر الأحكام "بالغرامة خمسين قرشاً" أو "الحبس أسبوعاً" بسرعة آلية دون النظر في ملابسات القضايا أو ظروف المتهمين الإنسانية، وهنا تتجلى عبقرية الحكيم في نقد النظام القضائي الذي تحول إلى آلة صماء تطحن الفقراء، فالقاضي لا يرى أمامه بشراً من لحم ودم، بل يرى أرقاماً ومواد قانونية، بينما المتهمون يقفون في القفص لا يفهمون ما يقال لهم، وينطقون بكلمات الحضور والإنكار بتلقين من الحجاب والمحامين دون وعي.

وبالعودة إلى قضية ريم، تتشعب التحقيقات لتكشف عن فساد أعمق، حيث يظهر "الشيخ عصفور"، وهو شخصية درويشة غامضة يدعي الجنون ولكنه يلمح بالحقائق في عبارات مسجوعة غامضة، يمثل الشيخ عصفور الحكمة الشعبية أو الضمير المستتر للقرية الذي يرى ما لا تراه عيون الحكومة، ورغم تلميحاته يظل القانون عاجزاً عن إثبات التهمة، وفي خضم البحث عن الجاني، تتفرع قصص جانبية تزيد المشهد قتامة وثراء، مثل قصة الانتخابات وتزويرها، حيث يتم التلاعب بصناديق الاقتراع وإلقاؤها في الترعة أو ملؤها بأصوات الموتى والغائبين لصالح مرشح الحكومة، مما يعكس فساد الحياة السياسية في تلك الحقبة وغياب الديمقراطية الحقيقية.

يسلط الكاتب الضوء أيضاً على معاناة الفلاح مع المرض، خاصة "البلهارسيا" التي تنهش أجسادهم وتجعلهم خاملين مستسلمين لأقدارهم، ويربط بين هذا المرض الجسدي والمرض الاجتماعي المتمثل في الفقر والجهل، وكيف أن الحكومة تهتم بتحصيل الضرائب ومعاقبة المخالفين أكثر من اهتمامها بصحة المواطن وتعليمه، وتبرز الرواية أن الجريمة في الريف ليست دائماً نابعة من نزعة إجرامية شريرة، بل هي في كثير من الأحيان نتاج للظروف القاسية، فالسرقة قد تكون بسبب الجوع، والقتل قد يكون دفاعاً عن الشرف بمفهومه العرفي، ولكن القانون "الأفندي" لا يعترف بهذه الدوافع ولا يفرق بينها.

تنتهي الرواية نهاية مأساوية وواقعية في آن واحد، حيث تموت ريم متأثرة بجراحها وتدفن معها سرها، ويضطر وكيل النيابة تحت ضغط الروتين وكثرة القضايا المتراكمة إلى حفظ القضية وتقييدها "ضد مجهول"، وبهذا تنتصر البيروقراطية على الحقيقة، ويتحول مقتل ريم إلى مجرد ملف آخر يوضع في الأرشيف ليعلوه التراب، وفي المشهد الختامي نرى وكيل النيابة وقد بدأ يفقد حماسه المثالي، مستسلماً لطاحونة العمل اليومي، مدركاً أن دوره ليس إقامة العدل المطلق، بل إدارة دولاب العمل الحكومي، ليترك القارئ مع تساؤلات وجودية عميقة حول جدوى القوانين إذا لم تكن نابعة من ضمير المجتمع وواقعه، وحول مصير الإنسان البسيط الذي يضيع حقه بين مطرقة الفقر وسندان الإهمال الحكومي، لتظل "يوميات نائب في الأرياف" صرخة أدبية مدوية في وجه الظلم والفساد الإداري، ووثيقة إنسانية خالدة تتجاوز حدود الزمان والمكان.
متابعة قراءة الملخص

اقتباسات من الكتاب

المجرم الحقيقي لم يقع بعد ولعله لن يقع أبدا في قبضة ذلك القانون الوضعي العقيم
إن القانون سيف لا يقطع إلا في يد الجلاد
نحن هنا لا نبحث عن الحقيقة نحن نبحث عن الذي ينطبق عليه القانون

عن المؤلف

توفيق الحكيم
توفيق الحكيم

توفيق الحكيم (1898 - 1987) هو أديب ومفكر مصري يُعد الأب الروحي للمسرح العربي الحديث وأحد أبرز رواد الرواية العربية. ولد في الإسكندرية ودرس القانون في مصر واستكمله في فرنسا، لكنه انصرف عن المحاماة للاه...

المزيد عن المؤلف

مساعد المكتبة الذكي

اسألني أي شيء عن هذا الكتاب!

سجّل دخولك للدردشة

يجب تسجيل الدخول للدردشة مع الذكاء الاصطناعي حول هذا الكتاب

تسجيل الدخول

المراجعات والتقييمات

يجب تسجيل الدخول لإضافة تقييم

تسجيل الدخول
Ayman Pega

Ayman Pega

@aymanpega665

ممتاز

منذ 1 يوم

كتب زد

كتب زد

@kutubzed

منذ 2 يوم

Mohamed Mostafa

Mohamed Mostafa

@mohamedmostafa

كتاب جميل ومميز

منذ 2 يوم

إشعار قانوني

هذا الكتاب متاح كملكية عامة أو مسموح باستخدامه قانونياً. إذا كنت تعتقد أن هناك مشكلة في حقوق النشر، يرجى الإبلاغ عنها.